يابعض النساء أين انتن من الصدق والوفاء
ناقضات للعهد كاذبات عهودكن ومهب الريح سواء
إن الله استعظم كيدكن وحذر من ذالك البلاء
فمنكن من امتزج في دمائها خليط من المكر والدهاء
توهمن البعض في الحب وتمثلنا دور العاشق وتتقن الأداء
وخناجر الغدر مبيتة تكسوها سموم الحية الملساء
تزهقن أرواحا على مناحر أمال كاذبة وانتن في راحة بال وهناء
تستعذبنا أهات الرجال غير مباليات لنزف القلوب واستباحه الدماء
أين عصر الجاهلية أين ذالك العرف أين منكن وأد النساء
فمنهن جل همها زينة الحياة الدنيا والمال والثراء
إن كنت فقيرا تنظر لك بنظرة استصغارا وازدراء
يعجبها الغني ذو الترف ولو كان عديم أخلاق وحياء
تحسب أن الحياة ذهب وأساور وإصباغ أظافر وطلاء
لا تفرح لكلمات ودك وإنما يسعدها الجديد من الرداء
ومنهن جميلات المظاهر قبيحات السرائر تجذبك تلك الحسناء
تلك التي تتلمذ الشيطان على يديها وتعلم منها فن الإغراء
تغريك بزينتها بهرج خداع لا تنصاع لها وتخضع بإذعان وإصغاء
لا تكون لعبة تعبث بها أو كخاتم في يديها ترميك متى ما تشاء
لا ترشف المر من كأسها عما قليل تكشف اللثام عن أقنعتها السوداء
ويتضح ما اظمرت في خلجات صدرها من فلتات لسانها وينكشف زور الادعاء
ومنهن من يشغلها النظر إلى اقرأنها من بنات حواء
وتطالبك بالمثل دون الرفق بحالك وتحملك أثقال وأعباء
تكون عونا للزمان في جلب الهم والأحزان وتزيدك ارق وعناء
وان ضاقت بك الأقدار ومرت عليك أيام عجاف ضراء
قد تهجرك وهذا من شيمتهن وليس بغريب على النساء
ومنهن الخبث عنوان لها تكن في صدرها الحقد والعداء
توقد حروبا وتشغل نيرانا بين الأهل والاحبه وتقطع وصل الأقرباء
هي مصدر النوائب تقف وراء كل المصائب فذالك النوع هو الوباء
ومنهن تتصارع الأفكار في وصفهن وتقف حائرة أمامهن فهن ينابيع الوفاء
تسقيك من نهر حنانها ترويك بعذب كلامها ما لك عنها استغناء
تلك التي لا تبحث عن مال وترف زينتها جمال روحها يفوح منها عطر النقاء
لا تحملك أثقالا لا تطالبك بقلائد وأساور كل ما ترجوه مسح أناملها بالحناء
هي عونا لك في الشدائد ظهرا لك في النوائب تعلن دوما لك الولاء
صدرا يحتضن أهاتك ويدا تمسح دمعاتك بلسم لجروحك من كل داء
تؤازرك تأخذ بيدك تذلل لك الصعوبات تشع في دربك نور وسناء
تخفض جناح الذل لوالديك لا تقطع صلات رحمك تنثر أجواء المودة والصفاء
ولكن عذرا يبقى السؤال أين أجدها تلك اليد البيضاء
في زمن تحكمت فيه المادة بقوة وطغاء وأصبح الفقر عار وشقاء